مجالس قطرات العلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم شرعية


    اليقين والزهد

    أم أبي التراب
    أم أبي التراب


    المساهمات : 145
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010

    اليقين والزهد Empty اليقين والزهد

    مُساهمة  أم أبي التراب الأحد مايو 07, 2017 9:44 am




    حديثنا اليوم عن خصلة من خصال المؤمنين، وخلة لعباد الله المحسنين، خلة قامت لها السماوات والأرض، وشهدت بها سماوات الله وأرضه، ألا وهي (اليقين بالله)، فكل ما في هذا الكون ليله ونهاره، صباحه ومساؤه، يذكرك فيقول لك بلسان الحال والمقال: لا إله إلا الله.
    Arrow

    المجلس السابع والعشرون
    الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
    ¤ اليقين¤
    *"عليكم بالصِّدْقِ ؛ فإنَّهُ مع البِرِّ ، وهُما في الجنةِ ، وإيَّاكمْ والكذِبَ ، فإنَّهُ مع الفُجورِ ، وهُما في النارِ ، وسَلُوا اللهَ اليقينَ والمُعافاةَ ؛ فإنَّهُ لمْ يُؤْتَ أحدٌ بعدَ اليقينِ خيْرًا من المُعافاةِ ، ولا تَحاسَدُوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تَقاطَعُوا ، ولا تَدابَرُوا ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا ، كَمَا أمرَكُمُ اللهُ"
    الراوي : أبو بكر الصديق| المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم: 4072 | خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر.

    *"صلاحُ أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ بالزُّهدِ واليَقينِ ، وهلاكُ آخِرِها بالبُخلِ والأمَلِ"
    الراوي : عبدالله بن عمرو| المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 3215 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره .الدرر .
    * اليقين الذي يقول عنه العالمُ الرباني طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله :
    اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد ، وفيه تفاضل العارفون ، وفيه تنافس المتنافسون ، وإليه شمَّر العاملون.ا.هـ .

    "وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ" الذاريات 20 .
    " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ "آل عمران190.

    "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ "الأنعام75.

    الأنبياء واليقين
    اليقين هو خُلق أنبياء الله وعباده الصالحين، رفع الله به درجاتهم، وكفَّر به خطيئاتهم، وأوجب لهم الحب منه والرضوان، والصفح من لدنه والغفران، إنه اليقين بالله الذي وقف معه نبي الله آدم أبو البشرية جمعاء، وقف عليه الصلاة والسلام في موقف أليم إذ أحس بالذنب في حق ربه الكريم، وقد بدت له سوءته، فطفق هو وزوجه يخصفان عليهما من ورق الجنة، وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه:121] ، فجاءه اليقين بالله فنادى ربه وناجاه، فغفر الله ذنبه، وستر عيبه وكفَّر خطيئته، هذا اليقين الذي دخل به يونس بن متى عليه السلام بطن الحوت في ظلمات ثلاث، لا يراه إلا الله، ولا يطلع على خبيئة قلبه من الآلام والحسرات سوى الله، فناداه وناجاه، وتقرب إليه جل في علاه، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] ، فناداه بهذا النداء وكله يقين بأن الله سيرحمه، وناجاه بهذه النجوى وكله يقين بأن الله سيلطف به، فأخرجه الله من الظلمات إلى رحمة فاطر الأرض والسماوات، هذا اليقين الذي وقف به أيوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد أصابه الضر والبلوى، وعظُمت عليه الشكوى، فنادى ربه جل وعلا، فناداه وناجاه بقلب لا يعرف أحداً سواه، ففرج الله عز وجل كربه، ونفسَّ همه وغمه، ورد عليه ما افتقده.

    هذا اليقين الذي وقف به الأنبياء والمرسلون في أشد الشدائد، وأعظم المكائد، فكان الله عز وجل بهم رحيماً، وبحالهم عليماً، ففرج عنهم الخطوب، وأزال عنهم الهموم والكروب.

    وقف موسى عليه الصلاة والسلام البحر أمامه والعدو وراءه ومعه أمة خرجت ذليلة لله، مستجيبة لأمر الله، فوقف أمام البحر فلما قال له بنو إسرائيل: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61] قال واليقين معمور به قلبه ومليءٌ به فؤاده: قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62] ، كلا؛ لا أُدرك ولا أُهان ومعي الواحد الديان، ففي طرفة عين تنزلت أوامر الله أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ [الشعراء:63] وإذا بتلك الأمواج المتلاطمة العظيمة تنقلب في طرفة عين إلى أرض يابسة، وإذا به على أرض لا يخاف دركاً فيها ولا يخشى، قال الله عز وجل: قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء:61-63] ، سبحان الله! بحر عظيم؛ وفي طرفة عين تنقلب أمواجه إلى صفحة لا يجد فيها رذاذ الماء، ويضرب لهذه الأمة المستضعفة الموقنة بالله جل وعلا طريقاً في ذلك البحر لا يخاف دركاً ولا يخشى، كل ذلك باليقين بالله.

    اليقين أعظم زاد:
    سار الصالحون على نهج الأنبياء­، واتبع آثارهم عباد الله المهتدون، فما نزلت بهم خطوب، ولا أحاطت بهم كروب، إلا عاذوا بالله علام الغيوب، والمؤمن في كل زمان ومكان يحتاج إلى هذا اليقين بالله، تحتاجه إذا عظمت منك الذنوب، وعظمت منك الإساءة في حق الله، تحتاجه وأنت مع أهلك وولدك، وتحتاجه وأنت مع عدوك، وصديقك، ولذلك كان لزاماً على كل من يحب الله أن لا يمسي ويصبح وفي قلبه غير الله، وإذا أراد الله أن يحبك وأن يصطفيك ويجتبيك ألهمك أن يكون قلبك متعلقاً به جل جلاله، إذا أردت أن يحبك الله كمال المحبة، فلا تمسينّ ولا تصبحنّ وفي قلبك غير الله وحده، تدور أحزانك وتدور أفراحك مع الله، وجميع شُعب قلبك منيبة إليه، فكم في عباد الله من أناس ملئوا قلوبهم بحب الله واليقين به، فكان الله معهم، ومن ذكر الله ذكره الله، ومن ذكره الله فالأمن له كل الأمن.

    لذلك كان من منازل العبودية ودلائل الإنابة إلى الله أن توقن بالله الذي لا إله إلا هو، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: واليقين من منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]. فمن قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، فإن الله يمتحنه باليقين.

    http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=88876
    أم أبي التراب
    أم أبي التراب


    المساهمات : 145
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010

    اليقين والزهد Empty رد: اليقين والزهد

    مُساهمة  أم أبي التراب الأحد مايو 07, 2017 10:44 am


    أول موقف من مواقف اليقين: موقف التوبة الصادقة، ولذلك ما من إنسان كثرت ذنوبه وأراد أن ينيب إلى الله إلا امتحنه الله باليقين، وكلما عظمت ذنوب الإنسان ينبغي أن يقف بيقين أعظم منها بالله الرحمن.
    فما أيقن الإنسان بالله عز وجل وخسر، ولو أنه جاء إلى الله بذنوبٍ بلغت عنان السماء وقلبه عامر باليقين بالله ما قدر الله عليه الخيبة والخذلان ، قتل رجل مائة نفس،
    - كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فسأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهبٍ فأتاه فقال : إنَّه قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : لا . فقتله . فكمَّل به مائةً . ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ . فقال : إنَّه قتل مائةَ نفسٍ . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : نعم . ومن يحولُ بينه وبين التَّوبةِ ؟ انطلق إلى أرضِ كذا وكذا . فإنَّ بها أُناسًا يعبدون اللهَ فاعبُدِ اللهَ معهم . ولا ترجِعْ إلى أرضِك فإنَّها أرضُ سوءٍ . فانطلق حتَّى إذا نصَف الطَّريقَ أتاه الموتُ . فاختصمت فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ . فقالت ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مقبلًا بقلبِه إلى اللهِ . وقالت ملائكةُ العذابِ : إنَّه لم يعمَلْ خيرًا قطُّ . فأتاه ملَكٌ في صورةِ آدميٍّ . فجعلوه بينهم . فقال : قِيسوا ما بين الأرضين . فإلى أيَّتِهما كان أدنَى ، فهو له . فقاسوه فوجدوه أدنَى إلى الأرضِ الَّتي أراد . فقبضته ملائكةُ الرَّحمةِ . قال قتادةُ : فقال الحسنُ : ذُكِر لنا ؛ أنَّه لمَّا أتاه الموتُ نأَى بصدرِه .

    إنه جاء تائباً إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه قد قتل مائة نفس فأرسل الله إليهم ملكاً فأمرهم أن قيسوا ما بين القريتين -عزت عند الله خطواته إليه في آخر حياته، تائباً إلى الله عز وجل، ونظر الله إلى قلبه وهو معمور باليقين- فأوحى الله إلى قرية الصالحين أن تقاربي، وإلى قرية السوء أن تباعدي. وإن دلّ هذا فإنما يدل على أنه ما أيقن أحد بالله فخيبه الله.

    الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

    الصفحة أو الرقم: 2766 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

    كان في بني إسرائيل رجلٌ قتَل تسعةً وتسعين إنسانًا ، ثمَّ خرَج يسألُ ، فأتى راهبًا فسأله فقال له : هل مِن توبةٍ ؟ قال : لا . فقتَله ، فجعَل يسألُ ، فقال له رجلٌ : ائت قريةَ كذا وكذا ، فأدرَكه الموتُ ، فَناءَ بصدرِه نحوَها ، فاختَصَمَتْ فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ ، فأوحى اللهُ إلى هذه أن تقَرَّبي ، وأوحى اللهُ إلى هذه أن تباعَدي ، وقال : قيسوا ما بينَهما ، فوُجِدَ إلى هذه أقربَ بشِبْرٍ ، فغُفِرَ له
    الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 3470 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .

    الشرح:
    في هذا الحديثِ أَخبَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ رجُلًا قتَل تسعًا وتِسعين نَفْسًا، فأراد التَّوبةَ، فجاء إلى راهبٍ عابدٍ فقال له: هل لي مِن توبةٍ؟ فقال له: ليس لك توبةٌ، فقتَله، فجاء هذا الرَّجُلُ إلى عالِمٍ، فقال له: هل لي مِن توبةٍ؟ فقال له: لا يمنَعُك مِن التَّوبةِ شيءٌ، وأمَره أن يذهَبَ إلى قريةٍ مُعيَّنةٍ، يُعبَدُ فيها اللهُ عزَّ وجلَّ، وكانت قريتُه قريةَ سَوْءٍ، فمات الرَّجُلُ في طريقِه، فلمَّا مات تخاصَمَتْ فيه، أي: تنازَعَتْ ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ؛ فملائكةُ العذابِ تقولُ: إنَّه لم يفعَلْ خيرًا قطُّ، وملائكةُ الرَّحمةِ تقولُ: إنَّه أَقبَل على اللهِ تائبًا، فحَكَّموا بينهما واحدًا، فقال لهم: قِيسُوا بين الأَرْضَينِ؛ القَريةِ الَّتي خرَج منها، والقريةِ الَّتي كان ذاهبًا إليها؛ فإنْ كان أقرَبَ للَّتي خرَج منها أخَذَتْه ملائكةُ العذابِ، وإنْ كان أقرَبَ للقريةِ الَّتي كان ذاهبًا إليها أخَذَتْه ملائكةُ الرَّحمةِ، فأَوحَى اللهُ إلى أرضِ القريةِ الَّتي كان ذاهبًا إليها فتقارَبَتْ، وأَوحَى إلى الأخرى فتباعَدَتْ، فوجَدوه أقرَبَ إلى القريةِ الَّتي كان ذاهبًا إليها، فأخَذَتْه ملائكةُ الرَّحمةِ.
    وفي الحديثِ: حثُّ المُذْنبينَ على التَّوبةِ، ومَنْعُهم مِن اليأسِ مِن رحمةِ اللهِ تعالى.
    وفيه: بيانُ فضلِ العالِمِ على العابِدِ.
    وفيه: أنَّ مِن أعظمِ أسبابِ المعصيةِ الصُّحبةَ السيِّئةَ وخُلطةَ أهلِ السُّوءِ، وأنَّ مِن أعظمِ أسبابِ الطاعةِ، صُحبةَ المُطِيعينَ وخُلطتَهم.
    وفيه: سَعةُ فَضلِ اللهِ تعالى وعَظيمُ رحمتِه بالتائِب
    .http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D9%82%D8%AA%D9%84+%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 3:01 pm