مجالس قطرات العلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم شرعية


    ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات

    أم أبي التراب
    أم أبي التراب


    المساهمات : 145
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010

    ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات Empty ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات

    مُساهمة  أم أبي التراب الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 9:44 am




    http://www.islammemo.cc/2006/05/22/992.html





    ثمرات
    الإيمان بالأسماء والصفات:



    1ـ أن العبد يسعى إلى الاتصاف والتحلِّي بها على ما يليق به، فالله
    كريم يحب الكرماء، رحيم يحب الرحماء، رفيق يحب الرفـق، فإذا علم العبد ذلك ؛ سعى
    إلى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق، وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله تعالى
    أن يتحلَّى بها العبد على ما يليق بالعبد.



    قال
    الإمام ابن القيم رحمه الله:
    [وأحب الخلق إلى الله من
    اتصف بمقتضيات صفاته فانه كريم يحب الكريم من عباده وعالم يحب العلماء وقادر يحب
    الشجعان وجميل يحب الجمال...،وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء وإنما يرحم من عباده الرحماء وهو
    ستير يحب من يستر على عباده وعفو يحب من يعفوا عنهم من عباده وغفور يحب من
    يغفر لهم من عباده ولطيف يحب من اللطيف من
    عباده ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ ورفيق يحب الرفق وحليم يحب الحلم...ومن عامل خلقه بصفة عامله الله
    تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده على ما حسب ما يكون
    العبد لخلقه ...،فكما تدين تدان وكن كيف شئت فان الله تعالى لك كما تكون أنت
    لعباده] .



    2ـ تورث تعظيمه تعالى: قال الشيخ السعدي رحمه
    الله: وهو تعالى موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال الذي وصف به أكمله وأعظمه
    وأجله، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء والعظمة، حتى أن من عظمته أن
    السموات والأرض في كف الرحمن كالخردلة في يد المخلوق، ...وهو تعالى ... يستحق على
    العباد أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وأعمالهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته،
    والذل له والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته.
    ومن تعظيمه أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه وإجلاله
    أن لا يعترض على شيء مما خلقه أو شرعه، بل يخضع لحكمته، وينقاد لحكمه.



    وتعظيم
    الله تعالى يورث العبد الذل والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، [ويحكى عن بعض
    العارفين أنه قال: دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها فما دخلت من باب إلا رأيت
    عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول حتى جئت باب الذل والافتقار فإذا هو أقرب باب
    إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته فإذا هو
    سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه].



    3- تورث
    العبد محبة الله جل جلاله: من تأمل أسماء الله وصفاته وتعلق بها طرحه ذلك على باب
    المحبة، وفتح له من المعارف والعلوم أمورا لا يعبر عنها، وإن من عرف الله أورثه
    ذلك محبة له سبحانه وتعالى.



    وهذه
    المحبة عاطفة شرعية إيمانية وعبادة قلبية وهي محبة إجلال وتعظيم، ومحبة طاعة
    وانقياد يبرهن بها العبد على صدق عبوديته لمولاه تعالى . فالمحبة هي ثمرة معرفة
    أسماء الله وصفاته واعتقاد جماله وكماله وجلاله، والاعتراف بإحسانه وإنعامه .



    4- تورث
    اليقين والطمأنينة: إن قلب العبد لا يزال يهيم على وجهه في أودية القلق وتعصف به
    رياح الاضطراب حتى يخالط الإيمان بأسماء الرب تعالى وصفته يشاشة قلبه، فحينئذ
    يبتهج قلبه ويأنس بقربه من معبوده جل جلاله ويحيى حياة طيبة ويصبح فارغا إلا من
    ذكر الله تعالى وذكر أسمائه وصفاته ويأتيه من روح اللذة والنعيم السرور وريحان
    الأمان والطمأنينة والحبور ما يعجز عن ذكره التعبير ويقصر عن بيانه التقرير .



    قال
    الإمام ابن القيم رحمه الله: [وحقيقة الطمأنينة التي تصير بها النفس مطمئنة أن تطمئن في باب معرفة
    أسمائه وصفاته ونعوت كما له إلى خبره الذي أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله
    فتتلقاه بالقبول والتسليم والإذعان وانشراح الصدر له وفرح القلب به فإنه معرفة من
    معرفات الرب سبحانه إلى عبده على لسان رسوله فلا يزل القلب في أعظم القلق
    والاضطراب في هذا الباب حتى يخالط الإيمان بأسماء الرب تعالى وصفاته وتوحيده وعلوه
    على عرشه وتكلمه بالوحي بشاشة قلبه فينزل ذلك عليه نزول الماء الزلال على القلب
    الملتهب بالعطش فيطمئن إليه ويسكن إليه ويفرح به ويلين له قلبه ومفاصله حتى كأنه
    شاهد الأمر كما أخبرت به الرسل بل يصير ذلك لقلبه بمنزلة رؤية الشمس في الظهيرة
    لعينه فلو خالفه في ذلك من بين شرق الأرض وغربها لم يلتفت إلى خلافهم وقال إذا
    استوحش من الغربة: قد كان الصديق الأكبر مطمئنا بالإيمان وحده وجميع أهل الأرض
    يخالفه وما نقص ذلك من طمأنينة شيئا، فهذا أول درجات الطمأنينة ثم لا يزال يقوى
    كلما سمع بآية متضمنة لصفة من صفات ربه وهذا أمر لا نهاية له فهذه الطمأنينة أصل
    أصول الإيمان التي قام عليه بناؤه.



    ومن عبد
    الله بأسمائه وصفاته وتحقق معرفة خالقه جلا وعلا،وعظمه حق التعظيم فإنه ولا شك يصل
    إلى درجة اليقين، قال الحبر ابن القيم رحمه الله: [فاليقين هو الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت
    كماله وتوحيده وهذه الثلاثة أشرف علوم الخلائق
    علم الأمر والنهي وعلم الأسماء والصفات والتوحيد وعلم المعاد واليوم الآخر
    والله أعلم] .



    5- تورث
    زيادة الإيمان: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [من عرف أسماء الله ومعانيها
    فآمن بها كان إيمانه أكمل ممن لم يعرف تلك الأسماء بل آمن بها إيمانا مجملا] فكلما
    ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه، وقوي يقينه . فينبغي للمؤمن:
    أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الأسماء والصفات.



    6- تورث
    زيادة في الطاعات البدنية: لما كان القلب للجوارح
    [كالملك المتصرف في الجنود الذي تصدر كلها عن أمره ويستعملها فيما يشاء
    فكلها تحت عبوديته وقهره وتكسب منه الاستقامة والزيغ وتتبعه فيما يعقده من العزم
    أو يلحه ] ؛ كانت لهذه الثمرات التي
    يجنيها القلب من توحيد الله بأسمائه وصفاته سريان إلى الجوارح، ولا بدَّ، فكلما
    [قوي سراج الإيمان في القلب وأضاءت جهاته كلها به وأشرق نوره في أرجائه سرى ذل
    النور إلى الأعضاء وانبعث إليها فأسرعت الإجابة لداعي الإيمان وانقادت له طائعة
    مذللة غير متثاقلة ولا كارهة بل تفرح بدعوته حين يدعوها].



    7-
    تُطْلِعُ العبدَ على خسةِ الدنيا: فالدنيا زائلة خسيسة ومن تعلق بالأسماء الحسنى
    والصفات العلى تبين له حقيقة هذه الدنيا، قال ابن القيم: [فأول شواهد السائر إلى
    الله والدار الآخرة أن يقوم به شاهد من الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها
    وخسة شركائها وسرعة انقضائها ويرى أهلها وعشّاقها صرعى حولها قد بدّعت [خذلتهم]
    بهم وعذبتهم بأنواع العذاب وأذاقتهم أمر الشراب أضحكتهم قليلا وأبكتهم طويلا سقتهم
    كؤوس سمها بعد كؤوس خمرها فسكروا بحبها وماتوا بهجرها، فإذا قام بالعبد هذا الشاهد
    منها ترحل قلبه عنها وسافر في طلب الدار الآخرة وحينئذ يقوم بقلبه شاهد من الآخرة
    ودوامها وأنها هي الحيوان حقا فأهلها لا يرتحلون منها ولا يظعنون عنها بل هي دار
    القرار ومحط الرحال ومنتهى السير وأن الدنيا بالنسبة إليها كما قال النبي صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    ((مَا الدُّنْيَا فِي
    الْآخِرَةِ إِلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ وَأَشَارَ
    يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ))
    رواه
    مسلم.



    وقال بعض
    التابعين: [ما الدنيا في الآخرة إلا أقل من ذرة واحدة في جبال الدنيا] ثم يقوم
    بقلبه شاهد من النار وتوقدها واضطرامها وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها
    فيشاهدهم وقد سيقوا إليها سود الوجوه زرق العيون والسلاسل والأغلال في
    أعناقهم...فإذا قام بقلب العبد هذا الشاهد انخلع من الذنوب والمعاصي واتباع
    الشهوات ولبس ثياب الخوف والحذر وأخصب قلبه من مطر أجفانه وهان عليه كل مصيبة
    تصيبه في غير دينه وقلبه.



    8- معرفة
    الأسماء والصفات تجعل العبد يتنقل بين درجات الرجاء والخوف: فالخوف والرجاء جناحي
    الإيمان وبهما يصل العبد لمرضاة الرحمن،ويظهر أثر الإيمان بالأسماء الحسنى والصفات
    العلى في مواطن عدة منها:



    * أن
    العبد إذا آمن بصفة [الحب والمحبة] لله تعالى وأنه سبحانه [رحيم ودود] استأنس لهذا
    الرب، وتقرَّب إليه بما يزيد حبه ووده له،وحبُّ الله للعبد مرتبطٌ بحبِ العبدِ
    لله، وإذا غُرِست شجرةُ المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص،ومتابعة الحبيب
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أثمرت أنواعَ الثمار، وآتت أُكُلَها كلَّ حينٍ
    بإذن ربها.



    * ومنها:
    أنه إذا آمن العبد بصفات: [العلم، والإحاطة، والمعية] ؛ أورثه ذلك الخوف من الله
    عَزَّ وجَلَّ المطَّلع عليه الرقيب الشهيد، فإذا آمن بصفة [السـمع]؛ علم أن الله
    يسمعه؛ فلا يقول إلا خيراً، فإذا آمن بصفات [البصر، والرؤية، والنظر، والعين] ؛
    علم أن الله يراه ؛ فلا يفعل إلا خيراً.



    * ومن
    ثمرات الإيمان بصفات الله: أن لا ينازع العبدُ اللهَ في صفة [الحكم، والألوهية،
    والتشريع، والتحليل، والتحريم] ؛ فلا يحكم إلا بما أنزل الله، ولا يتحاكم إلا إلى
    ما أنزل الله . فلا يحرِّم ما أحلَّ الله، ولا يحل ما حرَّم الله.



    * ومن
    ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ: تَنْزِيه الله وتقديسه عن النقائص، ووصفه
    بصفات الكمال، فمن علم أن من صفاته [القُدُّوس، السُّبُّوح ]؛ نَزَّه الله مـن
    كلِّ عيبٍ ونقصٍ.



    * ومنها
    أن الإيمان بصفة [الكلام] وأن القرآن كلام الله يجعل العبد يستشعر وهو يقرأ القرآن
    أنه يقرأ كلام الله، فإذا قرأ:
    {يَا أَيُّهَا الإنسان مَا
    غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}
    [الانفطار:6]. أحسَّ أن
    الله يكلمه ويتحدث إليه، فيطير قلبه وجلاً، وأنه إذا آمن بهذه الصفة، وقرأ في
    الحديث الصحيح أن الله سيكلمه يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان ؛ استحى أن يعصي
    الله في الدنيا، وأعد لذلك الحساب والسؤال جواباً.



    9- يورث
    العبد حسن الظن بالله: القلب الممتلئ بأسماء الله وصفاته علما ومعرفة يضع الرجاء
    بالله تعالى وحسن الظن في محله اللائق به،
    فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة وإما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا
    يتأتي إحسان الظن. فإن قيل: بل يتأتي ذلك ويكون مستند حسن الظن سعة مغفرة الله
    ورحمته وعفوه وجوده وأن رحمته سبقت غضبه وأنه لا تنفعه العقوبة ولا يضره العفو
    قيل: الأمر هكذا والله فوق ذلك وأجل وأكرم وأجود وأرحم ولكن إنما يضع ذلك في محله
    اللائق به فإنه سبحانه موصوف بالحكمة والعزة والانتقام وشدة البطش وعقوبة من يستحق
    العقوبة فلو كان معول حسن الظن على مجرد صفاته وأسمائه لاشترك في ذلك البر والفاجر
    والمؤمن والكافر ووليه وعدوه فما ينفع المجرم أسماؤه وصفاته وقد باء بسخطه وغضبه
    وتعرض للعنته وأوقع في محارمه وانتهك حرماته بل حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع
    وبدل السيئة بالحسنة واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة ثم أحسن الظن فهذا حسن ظن
    والأول غرور والله المستعان
    .





    [center]من:'أثر الأسماء والصفات في الإيمان'


    للشيخ/ عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي






    [/center]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:06 pm